27 - أبريل - 2024م

هل فهم أردوغان الرسائل التحذيرية للسيسي؟

تحمل تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على حدود ليبيا، أن أي تدخل مصري مباشر في ليبيا بات شرعياً، وأن جاهزية القوات المصرية للقتال صار ضرورياً؛ رسالة مباشرة لتركيا ولرئيسها رجب طيب أردوغان بضرورة وقف التدخل في ليبيا، وأن مصر لن تترك بلد عمر المختار فريسة سهلة لمرتزقة أردوغان، بل أن مصر هي صمام أمان ليبيا.

تحركات مصر جاءت لتؤكد أنها تحمل مفاتيح الحل في ليبيا، وأنها تفضّل الحل السياسي، فيما يحاول الرئيس التركي فرض نفسه على أي تحركات سياسية لحل الأزمة الليبية، لأن الحل السياسي لا يتواكب مع المصالح التركية، حيث إن تدخلاته في شؤون ليبيا يؤجج الصراع ويطيل أمد الأزمة الليبية، ويؤثر سلباً في الجهود المبذولة من أجل إعادة الوحدة بين الشعب الليبي واستعادة مؤسسات الدولة وإعلاء المصلحة الوطنية وتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية.

وأشار محللون إلى أن مصر وجهت رسالة مباشرة وصريحة، إذا ما استمر أردوغان في الوقوف أمام الحلول السياسية ومواصلة نشر الإرهاب والفوضى، فستكون هناك استراتيجية أخرى.

وتواصل مصر تحركاتها الدبلوماسية لتطويق الأزمة الليبية من خلال الجامعة العربية، حيث طلبت القاهرة عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية -عبر تقنية الفيديو كونفراس- لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا.

وفي 6 يونيو الجاري، طرحت مصر مبادرة تضمن العودة للحلول السلمية في ليبيا، ولاقت تأييداً دولياً وعربياً واسعاً.

وتضمّنت المبادرة المصرية التي أطلق عليها إعلان القاهرة التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والعمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد آلية وطنية ليبية ليبية ملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة.

وقد شكّل إعلان القاهرة ضربة قاصمة للأطماع التركية في ليبيا، بل إنه يثبت للعالم أجمع مدى حرص مصر على الحل السياسي للأزمة الليبية، بخلاف الدور التركي القائم على الحل العسكري ودعم الإرهاب في الداخل الليبي.

ولمصر موقف ثابت تجاه الأزمة الليبية منذ سنوات، هو رفض التدخل الأجنبي في ليبيا، والإصرار على حل يأتي من مختلف الأطراف داخلياً، سواء الكيانات السياسية، أو العسكرية أو القوى المعارضة، أو قوى المجتمع المدني، وقد أكدت في العديد من المناسبات أن البحث عن حل سياسي لا يعني ولا يجب أن يؤدي إلى التهاون في مواجهة التيارات المتطرفة الإرهابية في ليبيا، المدعومة من تركيا.

شاهد أيضاً

عائلة في دبي تستضيف حيًا كاملًا أثناء منخفض الهدير

لم تقف عائلة محمد الرجيبي مكتوفة الأيدي أمام ما حدث لجيرانها في فريج الراشدية، حين …