26 - أبريل - 2024م

مسؤولون في القطاع الخاص يبحثون تحديات وفرص المستقبل لنماذج العمل عن بعد

دبي في 15 مارس /وام/ استعرض مسؤولون في شركات رائدة في القطاع الخاص بدولة الإمارات التحديات والفرص التي تتيحها أنظمة العمل عن بعد، ودور التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الاستفادة من أنماط ونماذج العمل المستقبلية ونتائجها في تحقيق الوفرة المالية وزيادة الكفاءة والإنتاجية والوصول إلى أفضل النتائج ما ينعكس إيجاباً على مستوى الأداء وتحسين حياة أفراد المجتمع.
جاء ذلك، خلال مشاركتهم في جلسة بعنوان “كسر القواعد: تعزيز العمل عن بعد لزيادة الأرباح”، ضمن أعمال منتدى “عن بعد” الذي ينظمه مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في حكومة دولة الإمارات، يومي 15 و16 مارس، بمشاركة نخبة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وصناع القرار والخبراء ورواد القطاع الخاص، لمناقشة 3 محاور رئيسية تشمل “العمل والتعليم والرعاية الصحية عن بعد”.
شارك في الجلسة حميد الشمري نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة “مبادلة للاستثمار”، وجاسم العوضي الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في “دو”، ودينا المنصوري الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في مجموعة الإمارات للاتصالات، ومروان أبو نواس الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في “مصرف الإمارات الإسلامي”، وإدارها كنان بهنسي.

وتطرق المشاركون إلى أهمية تعزيز الاستفادة من نماذج العمل عن بعد من خلال تحقيق الوفرة وخفض التكاليف وزيادة معدلات الإنتاجية والكفاءة، والاستفادة من مجموعات المواهب العالمية والاحتفاظ بالكفاءات وتمكينها، واستعرضوا تجارب شركاتهم والتحديات التي تواجه العمل عن بعد في القطاع الخاص، وأفضل الممارسات في إدارة الفرق البعيدة، وقياس تأثير العمل عن بُعد على أداء الأعمال بما ينسجم مع مفاهيم الابتكار والمرونة في تأدية الأعمال.
وأكد حميد الشمري نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة الرئيس التنفيذي للشؤون المؤسسية والموارد البشرية في شركة “مبادلة للاستثمار “، أن نظام العمل عن بعد يمثل قيمة مضافة لمفاهيم العمل وزيادة الإنتاجية ورفع مستويات الأداء، حيث أسهم من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة والرقمنة في رفع معدلات الإنتاج وإنجاز المهام في الوقت المحدد دون أي تأخير أو تأثير سلبي على منظومة العمل، مشيراً إلى أنه في ظل جائحة “كوفيد – 19” عايشنا أكثر سنة استثمرنا فيها بحلول العمل عن بعد، ومؤكداً أن تطوير العمل عن بعد يجب أن يكون وفق احتياجات كل جهة وبما يتناسب مع أهدافها وخططها وبما يضمن تحقيق النتائج مع الأخذ بالاعتبار اهتمامات الموظفين وتطلعاتهم.
وقال الشمري: إن بيئة العمل المرنة أسهمت في رفع كفاءة أداء الموظفين وانعكست إيجاباً على سعادتهم الوظيفية ورفع معدلات الإنتاج وعززت التواصل مع الموظفين الذين يؤدون مهمات خارج البيئة التقليدية مشيراً إلى أن وجود التشريعات المناسبة وعمليات التقييم المستمرة للأداء والبنية التحتية الرقمية التي تمتلكها الدولة أسهم بشكل كبير في نجاح تجربة العمل عن بعد، إضافة إلى أهمية متابعة عمليات التطوير بما ينسجم مع المتغيرات وضرورة تبني نماذج العمل المستقبلية من قبل المسؤولين في الجهات والمؤسسات قبل بقية الموظفين ليكونوا قدوة في شركاتهم ومؤسساتهم.
وأكد جاسم العوضي الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في “دو”،أن بناء القدرات وتأهيلها بمختلف أدوات العصر وتعزيز عمليات الرقمنة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، يسهم في دعم منظومة العمل عن بعد وفي نجاحها ورفع معدلات الأداء والإنتاجية، مشيراً إلى أن جائحة كورونا شكلت تحدياً كبيراً إلا أن المتابعة المستمرة ووجود البنية التحتية الرقمية أسهمت في نجاح تجربة العمل عن بعد وتجاوز كل التحديات.
ولفت العوضي إلى أهمية تعزيز علم البيانات والإحصاء وعمليات التحليل لتعزيز الاستفادة والمضي قدما وفق رؤية تشاركية، وضرورة توسيع التعاون لتحقيق الاستفادة من أنظمة العمل عن بعد، مشيراً إلى أن وجود الرؤية الواضحة والدافع لإنجاح العمل أسهم في تكيف الموظفين مع العمل عن بعد، إلى جانب الدورات التطويرية والتدريبية المكثفة التي عززت كفاءة الموظفين لدخول هذه التجربة وإنجاحها، خصوصاً أن أنظمة العمل الجديدة غيرت أساليب التوظيف ودفعت بمفاهيم جديدة تقوم على القدرة على التعامل مع التكنولوجيا وأساليب العمل الحديثة ما ينعكس إيجاباً على الموظفين والجهات التي يعملون فيها والمجتمع بشكل عام.
من جهتها، قالت دينا المنصوري الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في مجموعة الإمارات للاتصالات، إن جائحة كورونا أسهمت في تسريع عمليات التحول نحو الرقمنة وأنظمة العمل الجديدة، وخلقت فرصاً وفكراً جديداً لنماذج العمل المستقبلية، مشيرة إلى أن العمل عن بعد بكل أشكاله الهجين والجزئي شكل تحدياً أمام الجهات والمؤسسات والشركات حيث فتح الباب أمام استقطاب وجذب أفضل المواهب والمهارات وأصحاب الكفاءات.
وأضافت أن العمل عن بعد غير الكثير من المفاهيم لأنماط العمل فهو لا يقتصر على العمل من المنزل بل يمتد للعمل من أي مكان، وإن الطرق الهجينة أدت إلى زيادة الإنتاج والفاعلية بناء على المرونة وعمليات الابتكار، مؤكدة أهمية تعزيز الاستفادة من التكنولوجيا، وضرورة التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص وتمكين الموظفين بالتقنيات الحديثة لتعزيز الاستفادة من أنظمة العمل المستقبلية باعتبار أن الإنتاجية هي المعيار الحقيقي لعمليات التقييم والتطوير في مختلف مجالات العمل.
وأكد مروان أبو نواس الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في “مصرف الإمارات الإسلامي”، أن دولة الإمارات تمتلك تجربة ناجحة ورائدة عالمياً في العمل عن بعد، أصبحت نموذجاً عالمياً يحتذى، موضحاً أن نظام العمل عن بعد وفر كفاءات ومهارات من جميع أنحاء العالم عززت مختلف مجالات العمل.
وقال أبو نواس إن البنوك والمصارف واجهت تحديات كبيرة في عمليات الرقمنة، حيث كان ينظر لموظف الصندوق أنه يحتاج فقط إلى القدرة على الحساب والتعامل مع المعاملات النقدية، في حين ينبغي لمن يشغل هذه المهمة في الوقت الحالي أن يمتلك القدرة الكافية للتعامل مع التطبيقات الذكية، وقد تم تطوير هذه المهمة بفضل الرقمنة حتى صار موظف الصندوق يؤدي العمل “عن بعد” في 10 فروع ما أسهم في رفع كفاءة الأداء ومعدلات الإنتاجية، مشيراً إلى أهمية استقطاب الكفاءات وأصحاب المواهب والمهارات وتنمية قدراتها ومتابعة عمليات التطوير المستمرة وفق رؤية طموحة لرفع معدلات الإنتاج وتحقيق السعادة للموظفين.
وركزت الجلسة على تقديم رؤى ونصائح عملية للمسؤولين الذين يتطلعون إلى تبني العمل عن بعد كوسيلة لتعزيز الأداء المهني ودفع مسيرة التنمية والتطوير في مختلف مجالات الأعمال وضرورة مواصلة عمليات التطوير المستمر في أدوات العمل عن بعد وابتكار نماذج جديدة.
وناقش المشاركون في الجلسة آليات متابعة الشركات لأنشطة العمل عن بعد وقياس مستوى الأداء وعمليات التقييم وتأثيراتها على أداء الموظفين، وتطرقوا إلى تجارب شركاتهم ومؤسساتهم في نموذج العمل عن بعد ومسؤوليات المؤسسات في تزويد الموظفين بالأنظمة المتطورة والتقنيات والتطبيقات اللازمة لتأدية أعمالهم وواجباتهم الوظيفية.
الجدير بالذكر، أن منتدى “عن بعد” الذي يشارك فيه نخبة من الوزراء والمسؤولين الحكوميين وصناع القرار والخبراء ورواد القطاع الخاص، يهدف إلى دعم جهود تسريع تبني التكنولوجيا وتطبيق أفضل الممارسات الرقمية التي طورها رواد التكنولوجيا حول العالم في تطوير منظومة العمل الحكومي، والارتقاء بالبنية التحتية الرقمية بما يدعم جهود التحول الرقمي الشامل، من خلال مناقشة 3 محاور رئيسية تشمل “العمل والتعليم والرعاية الصحية عن بعد”.

شاهد أيضاً

لماذا تعدّ الإمارات الخيار الأكثر جذبًا لرواد الأعمال؟

الإمارات الأولى عربيًا والثالثة عالميًا لرواد الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة في 2024 وفق بحثٍ لشركة …