18 - مايو - 2024م

متحف محمد النقبي.. نوادر صانها بعشق التراث

حرص أبناء الإمارات على استدامة التراث الذي تركه الأجداد لما لهذا التراث من عشق كبير لديهم، يذكرهم بطبيعة الحياة التي عاشها الأجداد ويبقي على خيط أصالة الماضي ممدوداً إلى الأجيال القادمة، ولا شك أن فكرة إنشاء متحف صغير يحوي ما حفظه محبو التراث يترجم هذا الحرص لدى أبناء الإمارات والشغف الكبير الذي يتجاوز حدود الحاضر إلى الماضي.

ومن هؤلاء محمد خميس بن عبود النقبي، أحد أكثر الرجال الذين يحرصون على القطع التي تعد ثمينة تاريخياً، ولذلك بدأ في جمع مدخرات الماضي من أوانٍ فخارية ونقوش صخرية وعملات، وأيضاً حبات رصاص بنادق قديمة.

وفي كل زمان منذ الآلاف من السنين هناك حضارات سادت ثم بادت، مخلفة الآلاف من القطع التي تدل عليها وعلى أسلوب معيشة أهلها ونمط تفكيرهم، وترحل تلك اللقى التي يتم العثور عليها جيلاً بعد جيل، حيث يتم العثور عليها إما بالحفريات عبر عمليات التنقيب، أو يتخلى عنها أصحابها نتيجة الانتقال من مكان إلى آخر.

نوادر تراثية

من النوادر في متحف محمد النقبي مخطوط بحري نادر عمره 160 سنة لأحد أعيان الشارقة، وأيضاً عملات نقدية تعود إلى 500 سنة، وقطع حجرية إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وأيضاً رسومات صخرية للألف الثانية قبل الميلاد، وكذلك حبيبات رميات رصاص تشبه حبات الحمص، ومن المقتنيات أيضاً ميزان لؤلؤ ومسطرة لقياس حجم اللؤلؤ، وأساور زجاجية من الألف الثانية قبل الميلاد وتاج حجري لتمثال، وكان محمد بن خميس النقبي يبحث أو يهدى إليه، ومما جمعه من نوادر مخطوطات وبعض الأسلحة والسيوف وغيرها.

رمز

كانت البداية منذ ما يقارب العشرين عاماً، حيث وجد المكان المناسب ليكون الحاضنة لكل ما هو غالٍ تراثياً، واتفق مع حداد ليقوم بعمل أعمدة مقوسة ومستطيلة، وتعاقد مع عمال يعملون في القرية التراثية بخورفكان، وأشار عليهم ببناء ما يشبه الخيمة وهو يعد منزلاً مهماً للمواطنين قديماً، حيث تقضي الأسرة المواطنة في تلك الخيمة المصنوعة من الخشب وكل ما هو عضوي أغلب الوقت، ولذلك أراد بن عبود أن يبقى ذلك المكان رمزاً حياً يدل على ماضٍ لا يزال حاضراً، وأخذ الكثير يرتادونه بين الفينة والأخرى معجبين بالمكان رغم صغره وضيقه.

ويعد متحف محمد النقبي أحد الشواهد التي تعكس الفخر بالأجداد وبالحضارات التي كانت على أرض الإمارات، ورحل من كان في ذلك الزمن مخلفاً كنوزاً لا بد من حفظها، ولذلك نجد أنه يضم تاريخاً وآثاراً وتراثاً، والبعض منه حصل عليه من الأهل أو الجيران والأصدقاء، كما قام بالشراء من أناس ورثوا من أجدادهم، كما أن المتحف لا يزال إلى الآن مقصداً للزوار لا سيما طلاب وطالبات الجامعات الذين يقفون على بعض نوادر ماضي الإمارات وإرثها القديم.

شاهد أيضاً

إيلي إسكندر ممثل صوتي نسمعه ولا نراه!

إيلي إسكندرممثل صوتي لبنانييتمتع بخبرة تمتد لأكثر من 20 سنة،وقدّم دعاياتٍ وإعلاناتلأكثر من 200علامةٍفي الإمارات …