25 - أبريل - 2024م

لماذا عفت عراقية عن سفاح المسجدين بعد قتله ابنها؟

قالت السيدة جنة عزت، إنها غير نادمة على إعلانها العفو عن منفذ الهجوم على المسجدين في نيوزيلندا، والذي راح ضحيتهما 51 شخصا، من بينهم ولدها.

وأضافت عزت وهي عراقية تقيم في نيوزيلندا في حديث مع موقع الحرة أن قرار مسامحتها للقاتل لن يغير من قرار المحكمة، لكنه يرسل رسالة أن الإسلام دين المسامحة.

وتحدثت عزت، الخطاطة العراقية التي هاجرت من العراق إلى نيوزيلندا عام 1997، عن اللحظات التي رأت فيها جثة ولدها لأول مرة بعد مقتله: عندما رأيت جثمان الشهيد، وكان ذلك في يوم عيد ميلادي، بدا مبتسما ونائما ومرتاحا، لقد بدا وكأنه حي يرزق.

وتتابع هذه الصورة هي التي حضرت أمامي عندما قابلت القاتل في المحكمة، لذلك كنت متماسكة وقوية.

وكانت عزت، فاجأت الجميع الثلاثاء، عندما أعلنت خلال جلسة خصصت للاستماع لشهادات الناجين من الهجوم وعائلات الضحايا، أنها قررت مسامحة القاتل.

وفقدت عزت، ولدها حسين العمري (35 عاما)، خلال الهجوم على مسجدي النور ولينوود الذي نفذه اليميني المتطرف برنتون تارانت، في 15 مارس 2019، وأدى لمقتل 51 شخصا وإصابة 40 آخرين.

ووجهت عزت كلامها مباشرة لمنفذ الهجوم بالقول قررت أن أسامحك سيد تارانت لأنني لا أكره. ليس لدي أي دافع للانتقام، نقول في ديننا الإسلامي، نحن قادرون على أن نغفر، ونغفر.

وبعد أن استمع إلى كلماتها بدا أن القاتل تأثر أيضا، حيث أومأ برأسه معترفا بكلماتها قبل أن يرمش كثيرا ويمسح إحدى عينيه.

وخلال جلسة الاستماع تطرقت، عزت، أيضا إلى لحظة رؤيتها لجثمان ولدها، الذي قتل في الهجوم اثناء محاولته انقاذ الآخرين.

وقالت في إفادتها امام المحكمة كنت أنتظر بفارغ الصبر أن أرى جثة حسين لأعطيه العناق والقبلة الأخيرة.. لقد صدمت لرؤية المدى المروع لهذا القتل، ورؤية جمجمته مفتوحة ودماغه لا يزال ينزف بالإضافة إلى ثقوب الرصاصات على جسده.

وأضافت كانت الصورة مؤلمة للغاية، وصلت الجثة بعد ستة أيام من مقتله، وصادف في حينها يوم عيد ميلادي وهو ذاته يوم عيد الأم في الشرق الأوسط.

وتابعت لقد تحولت أعياد ميلادي القادمة ويوم عيد الأم، إلى كابوس بالنسبة لي للأبد. لقد اعتاد أن يهديني الزهور في عيد ميلادي، لكن بدلا من ذلك حصلت على جثته.

وخلال الجلسة أيضا استمعت المحكمة إلى شهادة شقيقة حسين العمري، آية، التي توجهت فورا عند سماعها خبر الهجوم إلى المستشفيات للبحث عن شقيقها أملا في بقائه حيا، لكن من دون جدوى.

تقول آية: لقد كان شعورا مؤلما أن تضطر إلى الاتصال بوالدتك لإخبارها أن حسين ربما يكون قد مات، فاستعدوا للحزن، وفقا لموقع راديو نيوزيلاند.

تركت خسارة حسين فجوة في حياة آية، حيث اعتاد الشقيقان على الاحتفال بعيد ميلادهما معا، لأن الفارق بين التاريخين كان يوما واحدا فقط.

وكانت عزت، التي هاجرت إلى نيوزيلندا عام 1997 من العراق، واحدة من 66 ناجيا تحدثوا أمام المحكمة الاثنين والثلاثاء. ومن المقرر أن يصدر رئيس محكمة العدل العليا في كرايست تشيرش الحكم النهائي يوم الخميس.

ويتوقع عدد من الخبراء القانونيين أن يكون تارانت، الأسترالي الجنسية، أول شخص يحكم عليه بالسجن المؤبد في نيوزيلندا من دون احتمال الإفراج المشروط.

شاهد أيضاً

"الإمارات للتعليم المدرسي": جاهزية المدارس الحكومية ارتفعت من 10% إلى 93 % خلال 5 أيام

أعلنت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي أن أكثر من 7000 موظف وإداري ومهندس وإشرافي تعاملوا مع …