20 - أبريل - 2024م

طبيبة تلتقي معلمتها صدفة على «سرير الموت»

في أوج معركة الأطباء والطواقم الطبية مع فيروس كورونا «كوفيد19» الذي انتشر في فرنسا وجميع دول العالم تقريباً، فوجئت الطبيبة الشابة، جولييت دوفو، بمعلمتها في المرحلة الثانوية، ترقد ممددة في حالة صعبة على أحد الأسرة في مستشفى مولوز، شرق فرنسا، تلتقط أنفاسها بصعوبة، حتى تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، تعرفت عليها بسهولة، إنها المعلمة، إيزابيل غاينسبورغ، مدرسة مادة الرياضيات، الأم الحنون والمربية الأمينة، الوجه ولو بدت عليها أفاعيل السنين، وخطوط الزمن لا يمكن نسيانه، لا تزال تطل منه اشراقة الأمومة، وتشع من روحها الطمأنينة، وهنا بدأت معركة التلميذة الخاصة لإنقاذ معلمتها من الموت، رداً للجميل، وعرفاناً بالفضل.

وضع صعب

تقول د.جولييت دوفو، 41 عاماً، اختصاصية الأمراض الصدرية بمستشفى مولوز لـ«البيان»، كنا في آخر شهر مارس، كان الوضع صعباً والأزمة في ذروتها، كنا نصارع خصماً شرساً لا نعرفه تقريباً، وفجأة وجدت غاينسبورغ، ممددة على السرير، تغيرت ملامحها لكن بصمات وجهها في ذاكرتي لم تمحها السنين، اقتربت منها وفي عقلي مزيج بين صورتها في أوج شبابها وصورتها التي أمامي.

ولأتأكد من الأمر التقطت بيانات المريض المثبتة على السرير وقرأت الاسم، هي المعلمة إيزابيل، صرخت استاذتي، إنها معلمتي، كانت تقف ممرضة على مقربة من الحالة، نظرت إليّ في دهشة، وحاولت تهدئتي، شعرت أنها أمي، كان شعوراً لا يوصف، وبشكل لا إرادي كتبت أدوية إضافية وطلبت من الممرضة احضارها وتكثيف جرعة موسعات الشعب الهوائية ومضاداً حيوياً، فطلبت مني الممرضة أن اقرأ تقرير الحالة وحركة الأدوية التي منحت لها قبل متابعتي، فلم أجبها وطالبتها بالتحرك فوراً.

حياة جديدة

بدأت معها بروتوكولاً علاجياً لا أعرف لماذا قررته، كنت تحت ضغط نفسي، وكانت غاينسبورغ فاقدة للوعي، في اليوم التالي بدأت حالتها تتحسن، وفي الوقت نفسه كنا قد عممنا بروتوكولات علاج جديدة أقرتها وزارة الصحة، منها ما قررته أنا لأستاذتي قبلها بساعات، فجأة فاقت الأم غاينسبورغ، نظرت في وجهي بتلك العينين الزرقاوين الصافيتين، قلت لها ألا تعرفيني؟، هزت رأسها بالنفي يسبقها نظرة حيرة، قلت لها أنا، جولييت دوفو، تلميذتك، ابتسمت وقالت ظننتك ملاكاً في العالم الآخر.

 

شاهد أيضاً

لإغاثة السكان المنكوبين… الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لمدينة خانيونس

في إطار الجهود الإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع غزة.. واصلت عملية …